بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و بعد :
لا يخفى على كل صاحب لب ناصح , وإدراك مميز , ونظرة ثاقبة ما يدور في هذه الأيام من تخبط على الساحة , وازدواجية في الرأي , واتكالية على الغير , وكل ذلك تحت مظلة الحيرة المعتمة , والقلق الرهيب , والهم المتزايد يوماً بعد يوم , ولا يخفى على الجميع أيضاً ما يحاك للإسلام في هذا الوقت من أعدائه , وما يدبر لإضعافه , وما يخطط لإهانته وإذلاله , فهاهي الأخصام تتكالب علينا من كل جهة , وهاهي الأعداء تقفز علينا من كل جانب , وهاهي النوايا والمخططات
تقرب شيئاً فشيئاً من تحقيق أهدافها المزعومة , مجندين كل آلة لضربنا , ومجهزين كل جند لأسرنا , وها نحن وكما هي العادة وللأسف الشديد نقف مكتوفي الأيدي مثبطين العزائم لا حول لنا ولا قوة .
ومنذ أن طلع نور الإسلام , وانطلقت الدعوة المحمدية واليهود هم أشد الأعداء وألد الأخصام ,وأكثر ما يبادل أهل الإسلام الكره , وألعن شعب يحمل على الإسلام الحقد قال تعالى " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ... " الآية
ولا يكاد يصيب المسلمون مصيبة , أو يلوح في سماء الإسلام ضائقة إلا واليهود لهم اليد في العمل , والفكرة في التخطيط , والنية في الإضعاف والدمار , وليس ذلك بغريب منهم فقد وصفهم لنا ابن القيم رحمه الله بقوله ( هم الأمة البغيضة , وأهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل , وقتلة الأنبياء , وأكلة السحت – وهو الرشا والربا – أخبث الأمم طوية , وأرداهم سجية , وأبعدهم من الرحمة , وأقربهم من النقمة , عادتهم البغضاء , وديدنهم العداوة والشحناء , بيت السحر والكذب والحيل لا يرون لمن خالفهم في كفرهم وتكذيبهم الأنبياء حرمة , ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة , ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة , ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نَصَفَه , ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمَنَة , ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة , بل أخبثَهم أعقلهم , وأحذقهم أغشّهم , هم أضيق الخلق صدوراً , وأظلمهم بيوتا , وأنتنهم أفنية , وأوحشهم سجية , تحيتهم لعنة , ولقاؤهم طيرة , شعارهم الغضب , ودثارهم المقت ) أ.هـ كلامه رحمه الله .
وإليك بعض ما يؤمنون به , وتأمل من خلال ذلك كراهيتهم للإسلام وأهله بل لسائر الأديان الأخرى , وأنظر كيف يجندون كل ما يملكون دفاعاً عن معتقداتهم وطقوسهم وديانتهم .
أولاً / يؤمنون بأن كتبهم وتسمى " الأسفار" تتحدث عن الله بصفته " إلهاً " خاصاً ببني إسرائيل ولا يشاركهم فيه أحد .
ثانياً / نسبوا لأنبيائهم الخطأ والمعصية والذنب , بل إن من صفات الأنبياء عندهم الكذب وشرب الخمر والزنا وعبادة الأوثان , والبَله وعدم الفطانة .
ثالثاً / أجمع علماؤهم على أنه ليس هناك بعث بعد الموت ,وأن الحساب والعقاب في الدنيا وحسب .
رابعاً / يعتقدون أنهم جنس مميز على سائر الأجناس , وأن أرواحهم من روح الله وعنصرهم من عنصره فيقولون أنهم ( شعب الله المختار ) .
خامساً / يؤمنون أيضاً بأن أرضهم تمتد من النيل غرباً وحتى الفرات شرقاً , ومن القدس شمالاً حتى خيبر والمدينة جنوباً .
وهذه المعتقدات والتوجهات التي يحملونها إثماً وزوراً , ويؤمنون بها ظلماً وبهتانا يدافعون عنها بكل ما أُتوا من قوة ولهم في ذلك أسلحتهم التي يرفعونها بين الفينة والأخرى والتي استطاعوا من خلالها أن يكوّنوا لهم ما يريدون من الأتباع شعوباً كانوا أو حكومات ومن تلك الأسلحة :
أولاً / جند اليهود كثيراً منهم ومن إخوانهم النصارى من يخدم الاستشراق والمستشرقين .
ثانياً / نشر مصطلح العولمة والمتضمن أن يعيش العالم كله في قرية واحدة ليس لها حدود , ولا تتمسك بأخلاقيات وآداب .
ثالثاً / محاربة لغة القرآن الكريم والدعوة إلى الاعتماد على اللهجات المناطقية وذلك من خلال الدعاوي المتكررة بذلك من أذيال الغرب القابعين بيننا .
رابعاً / الدعوة إلى تقنين المناهج الشرعية وتقليصها في مدارس الدول الإسلامية ومعاهدها وجامعاتها .
خامساً / تعزيز الإعلام الهدّام , ومضاعفة نشر الرذيلة بين المسلمين بواسطة وسائله , ونقل الكلمة الفاضحة , واللحن الماجن . والمغني الخبيث إلينا بكل وقاحة وفحش .
سادساً / محاولة الوصول إلى المرأة بأي طريقة لعلمهم الأكيد بأنها وسيلة حرب تستخدم في كل حين , فيقومون بإبراز مفاتنها , وإظهار كلمتها , وإشهار محاسنها , لتضيع الشباب , وتفتن بالرجال , وتغوي العقول , وتلهي القلوب .
وأخيراً ....
أرأيتم عدونا ماذا يدبر لنا ؟
هل تأملتم ما نحن في من ذل وعار وصغار ؟
هل أدركتم حجم المعاناة التي تحاصرنا من كل حدب وصوب ؟